تامر عبدالمنعم

الثورة على الطريقة الإماراتية! 

الثلاثاء، 13 مارس 2012 10:09 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
شاءت الظروف أن أقيم لمدة ثلاثة أسابيع بمدينة دبى بدولة الإمارات المتحدة الشهر الماضى، وقد صادفت أثناء إقامتى هناك كثيرا من المصريين، سواء المقيمين أو الراغبين فى الإقامة بها، والشىء الغريب الذى لاحظته أن أكثر من تسعين بالمائة من هؤلاء مؤيدين لثورة الخامس والعشرين من يناير وجميعهم من كارهى النظام السابق الذى قد انهار منذ أكثر من عام مضى. 
جمعتنا جلسات طويلة تطرقنا فيها للحديث عن الحال بمصر وعقدنا مقارنات بينها وبين دبى، هذه المدينة التى أنشئت فقط عام 1971 - أى لم تبلغ من العُمر سوى 41 عاما، إلا أنها مثال للمدينة الحضارية - وما آلت إليه مصر من تدهور فى الفترة الأخيرة ساقها إلى ثورة الخامس والعشرين من يناير وما تبعها من زلزال فوضوى عنيف عانت منه البلد ومازالت تعانى منه إلى الآن وربما تمتد هذه المعاناة بها إلى سنوات مقبلة.
كل ما ذكرته شيئا طبيعيا وليس به شىء قد استوقفنى لاستنكره، ولكن ما استوقفنى كان هذا الحماس الذى ظهر به عدد ليس بقليل من المقيمين هناك أو من الراغبين فى الإقامة، الذين يحسبون أنفسهم على الثورة ويتحدثون بصفتهم ثوارا، لهم آراؤهم ولهم مواقفهم ولهم وجهات نظرهم وأفكارهم التى ينشرونها بواسطة اللاب توب والآى باد والتويتر وغيرهم من الوسائل الإلكترونية المستحدثة ويعتبرون تلك الوسائل أسلحتهم فى المشاركة بثورتهم المجيدة يا حلاوة !! يعنى الواحد من دول يسكن فى فيلا ويركب عربية كوبيه ويقبض بالدولار ويروح يصيف مع مراته وولاده فى أوروبا «عشان الأمن مش أد كده فى مصر اليومين دول» وعاملى فيها ثورجى وله رأى!! والناس اللى عايشة فى مصر دوول يولعوا بقى!! 
من يريد أن يتحدث عن مصر ويكون له رأى سواء مع الثورة أو ضدها أو مع النظام السابق أو ضده، عليه أن يعيش فى مصر ويأكل فى مصر ويعلم أولاده بمصر ويتعالج بمصر ويتحدث بلغة مصر، هناك مثل شعبى مصرى يقول «اللى إيده فى النار مش زى اللى إيده فى المية» والحقيقة معظم الذين قابلتهم وتحدثت معهم أيديهم فى المياه الساقعة.. لم يعيشوا الذعر والخوف ولم يقطع عليهم طرق ولم تخطف أبناءهم ولم يعيشوا ازدحام الشوارع واختناق المرور ولم يشهدوا الاحتجاجات الفئوية ولم يعايشوا الفوضى ولم ولم ولم.
إخواننا المصريين بالخارج، إن حب الوطن لن يأتى بالمراسلة لأن كل الوسائل الإلكترونية التى تربطكم به لا تتجاوز شاشاتها العشرين بوصة.
ملحوظة: أنا لا أتهم الجميع بل فقط الذين يعرفون أنفسهم.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة